الصحافة

من حزب إزالة إسرائيل الى كشّاف مع طبل!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بإمكان حزب الله، بمن تبقّى من قيادته على قيد الحياة، وبما يملك من جمهور يعيش حالة إنكارٍ لا مثيل لها في التاريخ الحديث، أن يقول ما يشاء. باستطاعته، مثلاً، أن يعلن رفض تسليم سلاحه وأن يصرّح بأنّه استعاد عافيته، لا بل قد يستخدم شعار "على طريق القدس" من جديد. بإمكانه أن يقول ما يشاء، ما دام لا يفعل إلا القول.

أن تصارح حزب الله وجمهوره بالواقع، على مرارته، فيعني أنّك تتبنّى السرديّة الإسرائيليّة. مساكين. فلندعهم يعيشون الصدمة تلو الصدمة، وليأخذوا جرعاتٍ من المعنويّات عبر "المحلّلين" الذين يطلّون عبر المنصّات ليرسموا لنا سيناريوهات خرافيّة. فعلاً "اللي استحوا ماتوا".

يبدو هذا الجمهور كأنّه اصطفاه الله لتصنيف البشر بين وطني وعميل. وما دمنا، وفق "التصنيف الحزب اللاهي"، من فئة العملاء، ولو كنّا نكره إسرائيل ونتمنّى أن تزول من الوجود وندرك أطماعها وخطرها، فلنقل الأمور كما هي.
بعد أن انتُخب الرئيس الذي لا يريده حزب الله، وكُلّف رئيس الحكومة الذي لا يريده، ومُنع من المشاركة في الحكومة إلا بوزيرَين غير حزبيّين من خرّيجي الجامعة الأميركيّة، واقتصر إحياء ذكرى أمينَيه العامّين على إضاءة صخرة من قبل "الحاج وفيق"، وهو يضحك مع السيجارة الإلكترونيّة في فمه، ويرتدي سترة من ماركة "برادا" تساوي مدخول عائلة في الضاحية الجنوبيّة طيلة شهر كامل، ها هو "الحزب" يتحوّل من أكبر تنظيمٍ عسكري في الشرق الى مجموعة كشفيّة يتلاعب بعدد عناصرها فيضخّمه، مع طبلٍ ومزمار.
لا يتنبّه جمهور حزب الله الى ذلك كلّه. لا يتنبّه، مثلاً، الى أنّ "الحزب" الذي يعلن أنّه لن يسلّم سلاحه يقوم بتسليمه فعلاً، بدليل ما ورد في تقرير الجيش اللبناني.
ولا يتنبّه الجمهور الى أنّ حزب الله فقد تأثيره السابق في الحياة السياسيّة، وليس فقط قوّته العسكريّة، ولولا رئيس مجلس النواب نبيه بري لكان وضعه أسوأ بكثير.
ولا يتنبّه جمهور حزب الله الى أنّ من يطالب بتسليم السلاح ليس مؤيّداً لإسرائيل. نريد تسليم السلاح لأنّه لا يحمي ولا يبني، ولأنّنا نريد الالتفاف حول الدولة، حيث يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات. 
لقد جرّبتم "المقاومة"، فانتهى بكم الأمر على ما أنتم عليه. تعالوا، معاً، نجرّب الدولة…

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا